محميّة وادي الحجير توافرت لها سبل الرعاية والحماية فهل تتحوّل نموذجاً للمحميّات الطبيعية يعمّم على كل المناطق؟
النهار - رونيت ظاهر - 30-1-2013
لحسن حظّ بيئتنا الجميلة، لا تزال ثمّة مبادرات فردية أو جمعيات وجهات غير رسمية تهتمّ بها وتسعى الى حمايتها، لأن الدولة والوزارات المعنية غائبة أو "مغيّبة" عن هذا القطاع الذي طالما اعتبرناه مصدر غنى وجاذباً سياحياً قلّ نظيره في الشرق الأوسط.
من هذه الجهات، "إتحاد بلديات جبل عامل" الذي ينشط في أكثر من اتّجاه، اجتماعي وانمائي وبيئي. فالمنطقة ومن بينها قرى الإتّحاد وبلداته (16)، غنيّة بغاباتها ومحميّاتها وأوديتها المميّزة مثل الحجير والسلوقي، مما يستدعي اهتماماً دورياً بها، وحمايتها من قطع الأشجار والحرائق.
من اكبر المحميّات في لبنان
لائحة المشاريع البيئيّة في الاتّحاد طويلة جداً، وفي أولوياتها "محميّة وادي الحجير" التي تُعتبر من بين أكبر المحميّات في لبنان، إذ تبلغ مساحتها نحو 18 كيلومتراً مربّعاً، وتحدّها 36 بلدة وقرية من النبطية ومرجعيون وبنت جبيل. لهذه المحميّة، التي تشمل واديي الحجير والسلوقي، أهمية بيئية كبيرة لا تقل شأناً عن أهمية فكر المقاومة الذي يميّز أبناء المنطقة، لأنّ الشجرة، بنظرهم، هي رفيقة المقاوم التي توفّر له الحماية. من هنا، يزداد مستوى الوعي عند المواطنين حيال الاهتمام بالبيئة والتحريج والمحافظة على المحميّات الطبيعية وحمايتها.
إعتداءات بالجملة
لم تكن مسيرة إعلان "محميّة وادي الحجير الطبيعية" سهلة، وخصوصاً أن جزءاً من أراضيها يملكه أشخاص حاولوا بناء منشآت ومحطّات وقود، مما دفع الاتّحاد الى التحرّك لوقف هذه الإعتداءات، فضلاً عن قيامه بنشر التوعية اللازمة لمرتاديها عبر المحافظة عليها، وتأليف لجنة لإدارتها وتأهيل فرق لحمايتها، ودعم مراكز الدفاع المدني تحسّباً لأي حريق محتمل. تتميّز المحميّة بتنوّع أشجارها بين السنديان والبلوط والبطم والغار والزعرور والخروب وغيرها. ويرويها نبعا السلوقي والحجير اللذان يشقّان طريقهما في أنهر صغيرة تجذب السكان للاستراحة والتأمل. قام الاتّحاد حديثاً، بتأهيل نبع الحجير بكلفة بلغت 100 مليون ليرة على نفقته، عبر بناء جدران وقنوات، اضافة الى تسوية الأراضي المحيطة به وغرسها بالنصوب.
تحريج المشاعات
رئيس الاتّحاد علي الزين، شدّد على أهمية هذه المحميّة ودورها في شتّى المجالات، مشيراً الى أن الاتّحاد وبالتنسيق مع وزارة الزراعة يتولى مهمة تحريج المساحات المشاع في المحميّة، وقد غرست حتى الآن 12 ألف نصبة من أصناف عدّة، مع التركيز على شجرة الخرّوب المثمرة وذات الفوائد المتعددة، اضافة الى أنواع أخرى تشتهر بها المحميّة. ولفت الى أن هذا المشروع يحتاج الى متابعة دائمة حيال العناية بالشجرة وريّها، مما يرتّب أعباء إضافية على عاتق الاتّحاد. لكن الخطوات العملية مع وزارة البيئة لتحديد موازنة سنوية ثابتة لها هي قيد التنفيذ وقد تصل الى 65 مليون ليرة، إضافة الى تأليف لجنة لإدارة المحميّة وتعيين موظفّين، وبدء تنفيذ دراسة مفصّلة عن التنوّع البيولوجي فيها.
تفادياً لهجمة الباطون
وأشار الزين الى أن المشروع الذي افُتتح قبل أيام لا يشمل عملية التحريج فحسب، وإنمّا المتابعة الدائمة عبر دورات إرشادية وتوعية للمواطنين من الإعتداءات والمحافظة على النظافة، ويشمل أيضاً توزيع منشورات، ووضع لوحات اعلانية في المنطقة، وتوزيع مستوعبات للنفايات. وتمّ أيضاً تأهيل فريق من 40 شاباً وشابة من قرى الاتحاد لمكافحة الحرائق في مراحلها الأولى، وحماية الموارد من كل اشكال الإعتداءات وتجهيزه بمعدّات أوّلية. كذلك، سيتم إنشاء غرف للعمليات المشتركة لمكافحة الحرائق وبناء 3 أبراج مراقبة، تتم من خلالها مراقبة كل أرجاء المحميّة ومنع المخالفات فيها. ومن الخطوات العملانيّة أيضاً لحماية المحميّة، سيدعو الاتّحاد رؤساء البلديات المحيطة بها لاجتماع تناقش فيه الأمور المتعلّقة بها وتوزيع المهمات والمسؤوليات، في حضور ممثّلين عن التنظيم المدني لتفادي هجمة الباطون وعمليات البناء والاستثمارات.
القسم : الإتحاد في الصحافة - الزيارات : 4554 - التاريخ : 31/1/2013 - الكاتب : مدير الموقع