يطلق اسم المخدر على كل ما يستر العقل و يغيبه و المخدرات هي مجموعة من المواد الكيميائية تسبب الإدمان و تسمم الجهاز العصبي.
و الخمور و المسكرات معروفة منذ ما قبل التاريخ , كما كانت منتشرة في الجاهلية ،فلما جاء الإسلام حرم تعاطيها و الاتجار بها , و أقام الحدود على ساقيها وشاربها و المتجر بها , و قد أكد العلم أضرارها الجسمية و النفسية و العقلية والاقتصادية فإن استخدام هذه المواد يؤدي إلى ما يسمى بالاعتماد البدني و الاعتماد النفسي ،بحيث يصبح التوقف عن التعاطي يؤدي إلى حدوث أعراض بدنية مرضية خطيرة يمكن أن تنتهي في ظروف معينة إلى الوفاة , الأمر الذي يجعل المرء يعود مقهوراً إلى استخدام تلك المواد لإيقاف ظهور هذه الأعراض البدنية الخطيرة .
والإدمان لم يعد مشكلة محلية تعاني منها بعض الدول الكبرى أو الصغرى أو بلدان محلية أو إقليمية , بل أصبح مشكلة دولية , تتكاتف الهيئات الدولية والإقليمية , لإيجاد الحلول الجذرية لاستئصالها , وترصد لذلك الكفاءات العلمية و الطبية و الاجتماعية , لمحاولة علاج ما يترتب عنها من أخطار إقليمية ودولية , و تنفق الأموال الطائلة لتضيق الحد من تفشيها و انتشارها .
وفي لبنان يتفاقم الوضع الإجتماعي المأساوي الناتج عن التعاطي والمتاجرة بالمخدرات ، والذي ينذر بما هو أسوأ،خاصة عندما نعلم بأن إدمان المخدرات في لبنان قد انتقل الى الطلاب وأصبح يطال أكثر من 25% منهم .
اذ تشير بعض الاحصائيات الى ان عدد المدمنين في لبنان هو ما بين 10 الاف و15 الفا تتراوح اعمار غالبيتهم بين 15 و25 سنة، فيما يرجح ان عدد متعاطي المخدرات بشكل عام اعلى بكثير.
وان هذا العدد الهائل من المدمنين على المخدرات ليس صدفة انما يأتي ضمن خطة مبرمجة لضرب شبيبة لبنان، فإذا تساءلنا اما عن طريقة دخول المخدرات الى لبنان ، فعلينا ان نعي انه يتم تهريبها من دول اميركا الجنوبية عبر مسالك عديدة او من الدول الافريقية ،فان هناك مؤامرة بشعة تحيكها الصهيونية الامريكية على مقدساتنا وتاريخنا وقيمنا ومصير اجيالنا .
فبعد الفشل السياسي والعسكري الذريع ،يشن الغرب عدوان ثقافي للنيل من عزة وكرامة هذا الوطن ،ولأن الشباب القوي المؤمن لا يهزم ،كانت احد اساليب الهجوم الثقافي هو محاولاتهم الدؤوبة ان يعرض الشباب المؤمن عن مراعاة حدود الايمان التي لا يمكن التساهل والتسامح فيها ،تلك الحدود التي تمثل ثقافة وحضارة مستقلة.
وانطلاقا من قاعدة ان استهداف وتدمير عادات وتقاليد المجتمع ،كفيل بتدمير المجتمع ككل ،يسعى الشيطان الاكبر الى اهلاك شبابنا وافسادهم ،وجعلهم آلة تابعة ينهلون من الغرب ويقلدون عاداتهم دون ادنى نقد او تفكير وتحويلهم الى اناس فارغي، الهدف عديمي المعرفة والعلم ،مسلوبي الثقافة والارادة ،يغرقون في دنس الجهل والظلام ...لذلك اصبحت الجامعات والمدارس مسرحاً لترويج المخدرات لزيحهم عن هدفهم الاخلاقي السامي و رميهم في مستنقعات اللذة والشهوة وحرفهم عن درب الهداية وعن الصراط المستقيم ...
لذا يجب علينا أن لا نقف موقف المتفرج , بل علينا أن نشارك بكل ثقلنا و بكل ما أوتينا من قوة و إمكانات مادية أو معنوية. فكلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته , فعلينا أن نحمى أبنائنا و مستقبلنا الحضاري من مؤامرة اغراقنا في دوامة المخدرات التي تستهدفنا و تستدرجنا إلى حروب مهلكة تستهلك طاقاتهم كلها و تهددنا بالتخلف و التمزق و ضياع الأمل في التنمية . كما و علينا رعاية الشباب اخلاقيا وثقافيا وتربويا ورياضيا وترفيهيا فهي تساعد على احياء الشعور بالمسؤؤلية العامة وبالتالي احياء المجتمع .
واصرارا منه على الخيار المقاوم وعلى تحصين وتعزيز مجتمع المقاومة لحماية الانتصار ومواجهة العدوان بالصمود وارادة البقاء ،طمعا بمستقبل افضل عنوانه الوعد الصادق والانتصارات الدائمة، نهض اتحاد بلديات جبل عامل جاهدا للقيام بحملة للوقاية من المخدرات وذلك عبر اقامة ندوات لتعريف الاهالي و الطلاب على انواعها واشكالها ومخاطرها حتى لا يقعوا ضحايا هذه المؤامرة الخطيرة .
و قد توزعت الندوات على الصروح التعليمية التالية :
ثانوية الطيبة وذلك في 01-07-2011
مدرسة الطيبة الرسمية وذلك في 07-07-2011
مدرسة عديسة وذلك في 01-07-2011
مدرسة قبريخا الرسمية وذلك في 01-07-2011
كما اقام الاتحاد ثلاثة ندوة حول المخدرات في كل من بلدتي الطيبة ودير سريان ، و ذلك في 08-06-2011 و في 01 -07-2011
وفي النهاية يبقى القول،انه بالاخلاق تبقى المجتمعات وتتقدم ،و بالاستقامة ،و بتطبيق القوانين ،بما امر الله ،و بورعنا، وتقوانا ،وثباتنا في طريق ذات الشوكة ،طريق الانبياء العظام ،نستطيع ان ننجح ونقضي على آفة المخدرات ،ونحقق المزيد من الانتصارات في مقاومة العدوان...
القسم : تربوية - الزيارات : 1969 - التاريخ : 19/7/2011 - الكاتب :