تعرف المحميات الطبيعية بأنها مناطق محددة الأبعاد الجغرافية تفرض عليها الحماية بموجب قوانين خاصة بهدف حماية محتواها من حيوانات وطيور ونباتات وكافة أشكال الحياة فيها وذلك من تعديات الإنسان أوالتغيرات البيئية الضارة. أما المحميات الطبيعية النباتية ( plant natural reserves ) فهي نفس المحميات الطبيعية العامة ولكنها متخصصة في حماية الأنواع والأصناف النباتية من أشجار ونباتات بإختلاف أنواعها وأحجامها.
تعتبر المحميات الطبيعية مخزونا إستراتيجيا من التنوع الحيوي للدولة , حيث تحافظ تلك المحميات على ثروات البلاد من التنوع الحيوي وخاصة الأنواع النادرة أوالمهددة بالانقراض.
فإن التنوع الحيوي النباتي هو مجموعة من الكنوز التي لا تنضب والتي تقدم لنا حرية تطور محاصيلنا الزراعية وبكافة أنواعها فمنها ماينتج لنا الغذاء ومنها ما ينتج لنا الدواء ومنها ماينتج لنا المواد الأولية لصناعاتنا النسيجية والكيميائية صديقة البيئة , فكلما زادت الموارد الوراثية زادت الفرص المتاحة للنمو والإبتكار في مجال الزراعة..
لذا، وانطلاقاً من هذه الاهمية ، فقد كان الغطاء النباتي والحرجي في لبنان احدى ضحايا العدوان الصهيوني في تموز 2006 ، فبعد سكوت دويّ المدافع وتوقف آلة الحرب الصهيونية الهمجية، بدأت تنكشف ملامح المجزرة البيئية التي ارتكبت في لبنان والتي شملت الهواء والماء والمباني والتربة والغطاء النباتي . و إن قصف الأحراج وإحراقها أدى الى خسارة 1338 هكتاراً من الغطاء الحرجي, ما يساهم في تفاقم مشكلة تلوث الهواء كما ويمكنه أن يتسبب بزيادة في نسبة الاراضي القابلة للتصحر بالتالي تغير المناخ بشكل عام. وقد قدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أن حرائق الغابات والاحراج خلال فترة الحرب قد أدت إلى خسائر مباشرة بقيمة 5.686 مليون دولار وخسائر غير مباشرة بقيمة 10.190 مليون دولار.
وبما أن اتحاد بلديات جبل عامل جاء ليمحي كل ما هو سلبي ،فقد نهض لاجل الارض وترابها ، ولاجل الجنوب وإنسانه ، وأعاد بريشته اللون الاخضر، الذي سلبته نيران الحقد الاسرائيلي من العديد من المساحات فاغتالت فيها الحياة ، وحولتها الى جرداء قاحلة ..
فقد شرع منذ بداية هذا العام بإنشاء محميات حرجية بلغ عددها 11محمية، و حوت على 7500 شجرة ، 70 % منها حرجي، و 30% منها مثمر.وقد كلف هذا المشروع الاتحاد 30.000.000ل.ل. من نفقته الخاصة .
ويبقى القول ان حماية الطبيعة ومكوناتها الحيوية تعتبر من أهم الواجبات التي على الإنسان أن يحترمها ويحققها , فهي من الضرورات الحتمية لإستمرارية وتطور حياته وحياة كافة أنواع وأشكال الحياة على سطح الأرض...وهذا ليس بغريب على اتحاد بلديات جبل عامل فهو الثورة ، هو المقاومة ... هو امتداد الشعب المجاهد و المضحي .
القسم : مشاريع منجزة - الزيارات : 2602 - التاريخ : 1/8/2011 - الكاتب :