اتحاد بلديات جبل عامل يستكمل تمديد شبكات مياه الشفة في قرى الإتحاد.
يعتبر الماء أساساً للكائنات الحية و سراً لخصوبة الأرض , و ازدهارها و انتعاشها , مصداقاً لقولة تعالى : (و جعلنا من الماء كل شيء حي) و لقولة تعالى : ( و من آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت ,إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شيء قدير) منه تنبثق الحياة.. ولأجله تاليا تنفجر الحروب والماء هو أكثر مكونات الأرض تميزاً , فقد كان مسرحاً لتطور الحياة و يدخل في تركيب كافة أشكالها في الوقت الحاضر و لعلة من أثمن الموارد التي أنعمت بها الأرض على البشرية جمعاء , و لذلك يفترض أن يحظى الماء باهتمام الإنسان و تقديره , و يسعى للحفاظ على الخزانات المائية الطبيعية و يصون نقائه إلا أن الشعوب في كل أصقاع الأرض أبدت ضرباً من الإهمال و قصر النظر في هذا المضمار , لا شك أن مستقبل الجنس البشري و الكائنات الأخرى و سيكون عرضة للخطر ما لم تتحقق تحسينات أساسية في إدارة موارد كوكب الأرض المائية . و لا شك أن قضية الماء تعتبر من أخطر القضايا ، قضية تفرض نفسها على كثير من حاضرنا و مستقبلنا .
وفي منطقة كالبلاد العربية مهددة بالزحف الصحراوي، تغدو المياه سلعة إستراتيجية بعد التطور الحاصل وعجز التكنولوجيا الصناعية والزراعية عن الاستغناء عن المياه كمادة حيوية وأساسية لا يستغنى عنها في بناء الحضارات.
وإن أول من انتبه إلى أهمية الماء في المنطقة العربية وندرته وغلاء ثمنه، هما الكيان الصهيوني وتركيا فقد حاولا ولا يزالان استغلال كل قطرة مياه ممكنة واستخدامها سلاحاً ضاغطاً على العرب. فالمياه تحتلّ في الفكر الصهيوني مركزًا مرموقًا يكاد يبلغ مرتبة العقيدة. وللرغبة في وضع اليد على المياه العربيّة فإنّ إسرائيل حرصت على إقامة توازن وتلازم بين خريطة أمنها وخريطة مياهها، أو بين استمرار وجودها وإمكان توفير المياه لسكانها.
وهكذا نرى أنّ التصريحات والوثائق الإسرائيلية، القديمة والحديثة، واضحة بشأن أهمية مياه الجنوب اللبناني لتنفيذ المخططات والمشاريع الصهيونية، فجاءت الإجراءات والممارسات الإسرائيلية تُثبت ذلك. وقد عمدت الحكومة الإسرائيلية إلى تنفيذ مشاريعها للسيطرة على المياه اللبنانية من خلال تعطيل أيّ مشروع لبناني يرمي إلى الإستفادة من هذه المياه، أو من خلال الإستيلاء عليها بالتقسيط . وإذا كانت إسرائيل لم تُقدم على تحويل الليطاني على نطاق واسع حتى الآن فذلك لا يعني أنّها استبعدت كلياً هذه العمليّة من خططها المُستقبليّة. فإسرائيل ماضية قدماً في تنفيذ سياسة الخطوة خطوة للإستيلاء على مياه الليطاني، فسياسة الترهيب ستنحسر في القريب العاجل لتحلّ محلّها "سياسة الترغيب المُقَنَّنَة".
و الليطاني هو "نهر لبنان الأكبر والوحيد الذي اجتمعت له الخصائص الجغرافية للأنهار. ووادي الليطاني قابل للتجهيز على نطاق واسع. فإذا ضُبطت مياه النهر، واستُخدمت بانتظام فهي تنتج قوة كهربائية وفيرة ورخيصة الثمن لإمداد جميع المناطق اللبنانية وتساعد على أعمال الري وزيادة الإمكانات الزراعية وعلى تنشيط الأعمال الصناعية".
أنّه لا بدّ للبنان، لمُواجهة العقيدة الصهيونيّة المُتعلّقة بالأرض والمياه من أن يُبلور عقيدة مُشابهة تحضّ المُواطن اللبناني، على ضرورة قيام مشاريع على الليطاني للإستفادة إلى أقصى حدّ منه ودعم المناطق الجنوبيّة والبقاعيّة وبثّ الحياة والنشاط فيها.
وكان اتحاد بلديات جبل عامل قد تنبه لاهمية هذه الثروة الاستراتيجية الاساسية التي تعرضت وماتزال لعملية نهبٍ يومية ومن خلال مشروعات طموحة تستنزف وتوظف كل قطرة من الثروة التي يتهم أصحابها بأنهم لايقدرونها حق قدرها .
المياه هي عصب الحياة والنبض الذي لا ينطفئ ، إن هي توقفت، أعلنت الحياة الإضراب، و إن هي وجِدت تكللت المسيرات المستقبلية بالنجاح والإبداع، فالمياه قصة ولِدت مع الأنبياء وتاريخ قدير يستمر رغم الصعاب.
ولأنها "المياه" و لأنها" الحياة " كان لا بدَّ للاتحاد أن يغدق على المشاريع كل نواياه الحسنة ولم يستثني منها أي شيء فكيف إذا كان الأمر هو هذا المصدر الحيوي لأبناء جبل عامل؟
اهتمت الاتحاد و أكثر بهذه الناحية الحياتية
وهذه خارطة أولية بالمشروعات المتعلقة بهذا السياق:
- وفي اطار مشروع مراقبة وصيانة شبكات المياه في قرى الاتحاد، اقام اتحاد بلديات جبل عامل في عام 2009 عبر UNDP دورة تدريبية على آليات مشروع مركز مراقبة وصيانة شبكات المياه ، استهدفت منتدبين من قبل البلديات.
كما وقام الاتحاد في اطار هذا المشروع بشراء معدات و رابيد وذلك في سنة 2010 بلغت تكلفته 50.000$ وقد تم تمويل هذه الانشطة من قبل برنامج UNDPو ART GOLD.
- لقد باشر الاتحاد منذ انطلاقته في العام 2007، بتأمين مشاريع ري للمنطقة، وعمد في عامي 2008 و 2010 وعبر جمعية ACTED و ADR الى تنفيذ مشروع انشاء شبكة ري زراعية يقوم على تأمين المياه لصالح الري الزراعي لثلاث بلدات من أصل 10 كمرحلة أولية (الطيبة – القنطرة – عدشيت) ، و قد مول المشروع في المرحلة الاولى من قبل مجلس الانماء والاعمار واليونيفيل وACTED ، حيث بلغت تكلفة المشروع 360.000 $.
و ينشط الاتحاد حالياً لاستكمال المرحلة الثانية من مشروع شبكة الري الزراعية حيث تبلغ تكلفة انجازه 90.000$ يتم تغطيتها من قبل ADR اضافة الى ميزانية الاتحاد الخاصة .
-و في عام 2010 بدأ اتحاد بلديات جبل عامل بتنفيذ مشروع تأمين 20000 م من أنابيب مياه الشفة لقرى الاتحاد ولا يزال المشروع قيد التنفيذ ،وتبلغ تكلفة هذا المشروع 150.000.000ل.ل. وقد ساهمت شركة مصلحة مياه لبنان في تمويله بالإضافة الى النفقة الخاصة لاتحاد بلديات جبل عامل.
- كما و يعمل الاتحاد حالياً على متابعة مشروع تطوير محطة مركبا للمياه وتقويتها الذي يموله مجلس الانماء والاعمار.
- ومن المشاريع المهمة التي دأب الاتحاد على تنفيذها بدأً من العام الماضي ، مشروع انشاء شبكات ومحطات في نطاق قضاء مرجعيون (الخيام,الطيبة, العديسة,القليعة,القنطرة,طلوسة، عين عرب,ابل السقي, القصير,عدشيت,تولين,.بلاط بليدا,تولين،جديدة مرجعيون, حولا, دبين،رب ثلاثين,زوطر الشرقية,كفركلا,مجدل سلم, مركبا)،وفي هذا الاطار ينشط الاتحاد حالياً لمتابعة هذا المشروع الممول من قبل وزارة الطاقة ،حيث باشر باعداد الخرائط والملفات اللازمة لذلك كما و تم نقل وتركيب كافة الشبكات الى القرى ووضعت الاليات الخاصة بالاتحاد في تصرف بلديات قرى جبل عامل.
- ومن المشاريع التي أنجزها الاتحاد في هذا العام هو مشروع تمديد خط ربط 4 كيلو بين محطتي الطيبة والسلطانية وقد بلغت تكلفة المشروع200.000.000 ل.ل.ممولا من قبل مجلس الجنوب.
- وفي اطارالسعي للإستفادة من مياه الامطار، قام الاتحاد في سنة2009 ، بانشاء بركة لتجميع مياه الامطار حيث تم تأمين قطعة أرض بتبرع من السيد رياض الأمين .
- ويسعى الاتحاد حاليا على متابعة تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مضخات الليطاني ، والذي يشمل إعادة تأهيل خطوط النقل و أجهزة الضخ لسحب كمية مياه من الليطاني توازي ستة أضعاف الكمية السابقة، كما و يجري التنسيق مع النائب الدكتور علي فياض والجهات المعنية لمتابعة الملف وتسريع تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع الآنف الذكر.
لقد جاءت هذه المشاريع استجابة لحالة المياه في قرى جبل عامل ، اذ عانت تاريخيا من مشاكل المياه ، ولكن الوضع ازداد سوءا بعد حرب 2006، فغالبية القرى لا تحصل إلا على أقل من الماء مرتين في الأسبوع و شبكات المياه قديمة وغير كافية ، وهناك حاجة متكررة للإصلاح،مما يستلزم تكثيف الجهود وتوظيف الإمكانيات المتاحة لمواجهة هذا التحدي وبالأخص فيا يتعلق بالنقص في مصادر المياه العذبة. كما انه من الواجب علينا جميعا إن نبحث بشكل دائم عن أفضل السبل المتاحة لمواجهة المعوقات التي يعاني منها القطاع الزراعي والمتمثل بشح المياه والجفاف والتغير المناخي فضلا عن الضغط على الموارد الطبيعية وذلك لما لها من آثار مباشرة وغير مباشرة على مختلف القطاعات الأخرى.
القسم : مشاريع منجزة - الزيارات : 3123 - التاريخ : 8/8/2011 - الكاتب :