بانوراما مشهديّة حول الإنتظار وواقع الظهور برعاية الاتحاد في بلدة ميس الجبل
بمناسبة ولادة الإمام المهدي ( عج ) رعى رئيس إتحاد بلديّات جبل عامل الحاج علي الزين البانوراما المشهديّة حول الإنتظار والتي تحاكي واقع ظهور قائم آل بيت محمد الحجّة ( عج ) التي أقيمت في بلدة ميس الجبل في حسنيّة الزهراء ( ع ) لإحياء هذه المناسبة . حيث ألقى رئيس الإتحاد كلمة جاء فيها :
" بسم الله الرحمن الرحيم "
" والحمدُ للهِ ربِ العالمين ، والصلاةُ والسلامُ على المبعوثِ رحمةً للعالمينَ سيّدِ المرسلينَ ، محمدٍ وعلى آلهِ الطيبين َ، وصحبِهِ المنتَجَبينَ ، ومَن تَبِعَهُ بإحسانٍ الى يومِ الدين .
الأخوات الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
نحارُ كيفَ نبدأُ عندما نتصدى للحديثِ عن موضوع عقائدي وثقافي وتاريخي بحجم قضيّة التمهيد والإنتظار لخروج الإمام المهدي ( عج ) .
وطبعاً لن أطيل عليكم بالشرح العقائدي فهو من تخصّص العلماء . لكن أود التأكيد على أننا نحن والحمد لله من المؤمنين والعاملين بخط التمهيد الإيجابي والإنتظار الإيجابي ، بمعنى الإيمان المقرون بالعمل والدعاء والتشوق لرؤية الإمام ( عج ) المقرون بإعداد الذات وتنفيذ البرامج الممهدة لطريق خروجه .
هذا هو منهج القائد الخامنئي ( دام ظله ) والإمام الخميني ( رض ) خاصّة أنّنا في أجواء ذكرى رحيله رحمه الله ، فقد أقام دولة كبرى لها وزنها العالمي ، وكان قلبه يخفق يوميّاً بدعاء الحصول على لحظة الإلتحاق بدولة الإمام الحجة ، فلا تنافي ولا تعارض بين الأمرين . وقد تبنّى حزب الله هذا المنهاج في إعداد المقاومة للإحتلال الصهيوني ، وهو البوم يقاتل التكفير والإرهاب وينتظر دولة الإمام ( عج ) .
نعيش اليوم فصول منكتاب خروج الإمام الحجة ( عج ) ولا نعلم البرمجة الزمنيّة لهذا الخروج ، فهي بيد الله وحده لا شريك له .
ولا شأن لنا بتطبق العلامات وإن بدا الكثير من مشابهاتها . فهي من شأن العلماء الأفاضل وخاصّة من قبل الراسخين في العلم . وقد كان الإمام الخميني ( رض ) يقول " أذهبوا واصنعوا العلامات يخرج عندها الإمام المهدي ( عج ) .
إذا ما هو تكليفنا وشأننا نحن وسائر المكلّفين العاديّين هو تنمية الذات وإصلاح الحال والإعداد الإجتماعي والثقافي والفنّي على كافّة المستويات لصناعة تلك اللحظة التاريخيّة الكونيّة . فنحن واجبنا صناعة العلامات
ويندرج عملكم اليوم " البانوراما المسرحيّة " ضمن هذا الإطار ، فهي عمل ثقافي بقالب فنّي جذّاب ، يوضح الفكرة التي صاغها الإمام بجملة واحدة ، ويحاكي وفق سرديّة رمزيّة وفنيّة قضيّة الإمام المهدي وغيبته الكبرى ودولته الموعودة .
ومن هنا ، علينا جميعاً التعاون لتكميل أنفسنا بشتّى المجالات والصعد ، فهناك ثغرات ثقافيّة يجب سدّها ، وهناك مهارات إداريّة يجب كسبها ، ولياقات وأهليّات علميّة يجب تحصيلها ، وبرامج فنيّة ومسرحيّة وكشفيّة وإجتماعيّة ، ونحن في إتحاد بلديّات جبل عامل مطلوب منّا برامج تنمويّة متنوعّة .
فإن وفقنّا لتلك اللحظة وكنّا من الأحياء ، فنكون على أتمّ الإستعداد لإنجاز وتنفيذ المطلوب والواجب ، وبكل الأحوال نكون على براءة ذمّة أمام الله يوم الحساب . فلا نشغل بالنا كثيراً في ما لا يعنينا من الجدل والتأويل والتطبيق في أمور لم نكلّف بها ، ونترك ما يعنينا وما كلفنّا به وما يجب أن نشتغل به ، وهذا خلاف الحكمة والتكليف والمصلحة كما قرّرها العلماء والقادة بالإجماع .
أغتَنِمُ هذا اللقاء ، لأعبّرَ عن شكري وتقديري ، لكلِّ من شاركَ وأسهَمَ في إنجاح هذا العمل الفنّي الثقافي المميّز . وأخصّ بالشُكُر الأخوات اللواتي شاركن في نجاح العمل ، والأخوات اللواتي شاركن في أداء المسرحيّة البانوراميّة .
متمنيّاً لهُمُ النجاحَ والتوفيق ، وللجميعِ السيرَ على خطِّ التمهيد لدولة صاحب العصر والزمان . وآخر دعوانا أنّ الحمد لله ربِ العالمينَ ، والسلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاته . "