في 23 أيار عام 2000 كانت القنطرة على موعد مع الحرّية، حيث شكّلت بوابتها جسر عبور لأبناء المنطقة الحدودية العائدين اليها والى مختلف القرى الحدودية بعد الانسحاب الاسرائيلي منها. هذه البلدة الجنوبية عانت التدمير والتهجير مراراً، لكنّ ارادة أبنائها القوية أعادتهم مجدّداً ليعمّروا بلدتهم من جديد وينفضون عنها آثار القصف والتدمير.
وكما توحي التسمية فالبلدة على هيئة قنطرة تشرف على القرى والأودية المحيطة بها. القنطرة بلدة قديمة وتاريخية تعود الى العهد الكنعاني، بدليل وجود آثار فيها تعود إلى تلك الحقبة. تحدّها من الشمال القْصَيْر ومن الجنوب قبريخا ومن الشرق الطيبة ومن الغرب الغندورية، ويفصل بينها وبين الغندورية وادي الحجير التاريخي. تبلغ مساحتها نحو ستة آلاف دونم، منها ثلاثة آلاف صالحة للزراعة، وتكاد الأشجار الحرجية تغطيها من جميع الجهات. عدد سكانها زهاء 3670 نسمة، ترتفع عن سطح البحر 500 متر وتبعد 25 كيلومتراً عن مركز القضاء وكيلومتراً عن مركز المحافظة، النبطية.
أكثر ما يلفت الزائر إلى القنطرة هو التناقض الواضح بين جزء مدمّر من البلدة وجزء مرمّم وحديث، لكنه سرعان ما يتيقن الأسباب، فالبلدة تعرّضت للتدمير أكثر من مرّة خصوصاً في عام 1978 وفي عام 1982؛ لذلك آثر أبناؤها إعادة بناء منازلهم خارج البلدة القديمة، في مواقع جغرافية مطلّة ومشرفة على المنطقة. وربّما كان موقعها الجغرافي الاستراتيجي المميّز سبباً في استحداث موقع للاحتلال الاسرائيلي فيها عام 1985 وبقائه حتى العام 2000 تاريخ تحرير الجنوب.
كانت القنطرة، آخر بلدة في ما يسمى بـ"الحزام الأمني" او "المنطقة الحدودية" سابقاً؛ وهي أول بلدة دخل منها الجنوبيون الى قراهم المحرّرة في 23 أيار عام 2000، وأصبحت منذ ذلك الحين تُعرف بـ"بوابة التحرير".
يعتاش أبناء القنطرة كغيرهم من أبناء القرى الجنوبية من زراعة التبغ التي تصل نسبتها إلى 80%، اضافة الى زراعة الحبوب، لذا فقد اتّجه معظمهم الى زراعة الزيتون وتشير التقديرات الى وجود نحو عشرين ألف شجرة زيتون في البلدة.
لطالما ارتبط اسم القنطرة بوادي الحجير الذي له مكانة خاصة في تاريخ جبل عامل، ففيه جرى المؤتمر العاملي "مؤتمر وادي الحجير" الذي شكل في العشرينات من القرن المنصرم حدثاً مميزاً في حياة جبل عامل السياسية والتاريخية والمقاومة؛ الذي دعا إليه السيد عبد الحسين شرف الدين وشارك فيه زهاء ست مائة شخص، فيهم جلّ علماء البلاد وأعيانها ومفكريها من النبطية وصور وصيدا ومرجعيون، أبرزهم السيد محسن الأمين والشيخ احمد رضا والشيخ سليمان ضاهر؛ ورجال الثورة كأدهم خنجر وصادق حمزة ومحمود احمد بزّي وأتباعهم؛ وقرر المؤتمرون، بالاجماع، انضمامهم إلى الوحدة السورية الفيصلية؛ والمناداة بالأمير فيصل ملكاً على سورية المستقلة؛ ورفض الدخول تحت الانتداب الفرنسي.
البلدية
تأسّس المجلس البلدي في القنطرة عام 2004 وكان برئاسة حسين علي حجازي حتى العام2010، حين جرت الانتخابات البلدية بين لائحة مدعومة من حزب الله وحركة أمل أخرى مستقلة من عشرة أعضاء، ففازت اللائحة الاولى بأحد عشر عضواً وخرقت الثانية بعضو واحد، وتمّ انتخاب نائب رئيس البلدية السابق عبد الحميد غازي رئيسا جديدا للبلدية.
القسم : بلدية القنطرة - الزيارات : 8814 - التاريخ : 28/8/2011 - الكاتب :
ali.hijazi