لعلّ أبرز ما يميّز بلدة ربّ ثّلاثين هو موقعها الاستراتيجي المحاذي للحدود، الامر الذي دفع الكثير من المقاومين إلى اتّخاذها منطلقا لعملياتهم ضد الاحتلال الاسرائيلي منذ مطلع السبعينات. ويُسجّل لـ"حركة المحرومين" التي أسّسها الامام موسى الصدر اتّخاذها من تلّة ربّ ثّلاثين موقعاً للمقاومة، كما أن أحمد الخميني، نجل الإمام آية الله الخميني، ومصطفى شمران الذي أصبح في ما بعد وزيراً للدفاع في ايران قبل استشهاده،، حاربا اسرائيل عام 1977 إنطلاقاً من ربّ ثّلاثين.
عايشت ربّ ثّلاثين حقبات تاريخية وصفت بالغامضة، ويغلب الظن أنّها كانت مقرّاً غير دائم لبعض العابرين، والدليل على ذلك، بعض القبور التي ما زالت تُحفظ مع أمكنتها في أذهان بعض أبناء البلدة، مثل "قبر الزُطّية" و"جل النور" وكلاهما يعني "الأناس الرحّل"، و"قبر النصارى"، مّا يؤكّد ان القرية كانت مأهولة منذ زمن بعيد جداً، ربّما يعود إلى ما قبل الحقبة الرومانية، بدليل بعض المغاور والمدافن والفسيفساء ومعاصر الزيتون المكتشفة التي تعود إلى الحقبتين الكنعانية والرومانية، لكن معظمها مدفون حالياً. اما تاريخها الحديث فلا يرقى إلى أكثر من 250 عاماً، والدليل على ذلك هو قبر يعود لعبدالله بركات الجد الأعلى لآل شحادة، أي عائلة بركات اليوم، والذي كُتب عليه تاريخ وفاته.
وتشير الروايات المتناقلة من الأجداد والآثار المكتشفة إلى انّ البلدة كانت مركزاً مهما للقرى التي تحوطها وعددها ثلاثون قرية، لذا، سُمّيت ربّ ثّلاثين، وهذا احتمال من ثلاثة حول أصل التسمية، اذ يُقال أيضا أنها كانت مركزاً لتربية ثلاثين يتيماً، أو أن أصل التسمية يمني، مثل تسمية معظم قرى جبل عامل. اما المؤرّخ أنيس فريحة فقد أطلق عليها اسم "سيدة القوم".
عانت ربّ ثّلاثين كغيرها من قرى المنطقة من ظلم الاحتلال وقسوته إلى عهود طويلة، بدءاً بالحكم العثماني، مروراً، بالانتداب الفرنسي، وصولا إلى الاحتلال الإسرائيلي. وقد دفع الاحتلال الأوّل مع ما نتج عنه من فقر وحرمان واضطهاد بعض أبناءها إلى الهجرة نحو أميركا وجنوب اميركا، أما من بقي منهم، فاقتادهم الأتراك إلى الخدمة العسكرية الإجبارية في أيام "سفر برلك". وإبان الاحتلال الثاني، الفرنسي، التحق عدد من أبناء البلدة بالحركات التحرّرية لمقاومته، وجاء الاحتلال الثالث الإسرائيلي، ليزيد في رغبة أبنائها بالتحرّر والالتحاق بالمقاومة، وقد دفعت ثمن ذلك عدداً لا من الشهداء.
يبلغ عدد سكان ربّ ثّلاثين نحو 4110 نسمة، لكن المقيمين فيها لا يتجاوز عددهم 500 قاطن، شتاءً، وألفاً صيفاً. وينتشر عدد من أبنائها في عدد من دول الاغتراب، في اميركا الجنوبية والخليج.
تحدّها من الشمال الطيبة، ومن الجنوب مركبا، ومن الشرق عديسة، ومن الغرب القنطرة وبني حيّان. تبعد عن بيروت 97 كيلومتراً، وعن مركز القضاء 12 كيلومتراً، وعن مركز المحافظة35 كيلومتراً، وترتفع عن سطح البحر بين 750 متراً و800 متر، وتبلغ مساحتها كيلومترين ونصف الكيلومتر المربع.
أبرز ما يلفت الزائر إلى ربّ ثّلاثين، هو بيوتها القديمة التي لا تزال قائمة حتى اليوم ومنها: جدران من الحجر وبعض الغرف القائمة على "العقد" وفيها "الكواير" (التي كان يُجمع فيها المحصول). والجدير ذكره أن البلدة القديمة كانت متّصلة كلّها بعضها ببعض، عبر سقوف متلاصقة تكاد تكون سقفاً واحداً، ولكل عائلة غرفة أو أكثر، وبينها ممرات تؤدّي اليها، وذلك للّحمة وللمؤازرة في حال حلّ سارق أو حيوان مفترس.
تشكّل الزراعة مصدر رزق أهل البلدة الأساس وفي مقدمها زراعة التبغ، برغم كل المشاكل التي تلاحق هذا القطاع، إلى زراعة الزيتون.
في البلدة مستوصف صحّى أنشأته البلدية بالتعاون مع "الهيئة الطبية الدولية"، إضافة إلى تعاونية زراعية.
البلدية
تأسس أول مجلس بلدي في ربّ ثّلاثين عام 2004، وتولّى رئاسته علي محمود بركات حتى العام 2010، موعد الانتخابات البلدية الأخيرة التي شهدت معركة، بين لائحة من 10 أعضاء مدعومة من حزب الله (علما أن عدد أعضاء المجلس البلدي هو 12 عضواً) وأخرى من 10 أعضاء كذلك، إنما مدعومة من حركة أمل وبعض المستقلين، وذلك بعد انفراط عقد التوافق بين الطرفين ودخول العائلات المستقلة على الخط. وبعد فرز نتائج التصويت، تبيّن أن لائحة حزب الله فازت بأعضائها العشرة، فيما فاز عضوان من اللائحة الثانية أحدهما من الحركة وآخر مستقل، وتمّت اعادة انتخاب علي محمود بركات رئيساً للبلدية. وهو من مواليد العام 1960.
القسم : بلدية رب ثلاثين - الزيارات : 7359 - التاريخ : 28/8/2011 - الكاتب :
fatima
ana b7ib dai3et rob30 kteeeeeeeeeir ma3 2no ana min b3lbak bas mama min rob30 wkteeeeeeeeeeeeeeir b7ib 2otla3 3alaia 3/6/2012
fatima