جمعية الإمام الصادق (ع) وبالتعاون مع اتحاد بلديات جبل عامل تقيم ندوة فكرية حول العالم المقدس السيد هاشم عباس الكبير في بلدة ديرسريان
أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن بغدادي أن الهجمة الشرسة على قناة المنار وإنزالها عن القمر الصناعي عربسات هو قمع للحريات الإعلامية ومخالفة لكل المواثيق والقوانين الدولية التي تعطي للإعلام حرية التعبير، إلا أن بعض من لا يطيق الكلمة الحرة يحاول وبكل امكاناته أن يحجب صوت الحقيقة الذي يساهم في نشر الوعي والفضيلة، معتبراً أن هذا القرار هو قرار سياسي يستهدف صوت المقاومة التي تشكل منارة الشعوب في رفض الظلم والاحتلال، وأن المنار ستبقى الشعلة التي تضيء لنا طريق الكرامة والمقاومة، ولن يسكتها قرار سياسي أو أي ضغط يستهدف وسائل الإعلام الشريفة، مشدداً على أن المرحلة اليوم تحتاج للمزيد من الوحدة الوطنية والالتفاف حول مؤسسات الدولة التي حاول البعض النيل من هيبتها ومؤسساتها، وكنّا الفريق الأكثر تمسكاً بمشروع الدولة، والأحرص على تحصين لبنان من الفتنة الداخلية، وإلّا لكانت حرائق المنطقة حرقت الأخضر واليابس.
كلام الشيخ بغدادي جاء خلال الندوة الفكرية التي أقامتها جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي بالتعاون مع إتحاد بلديات جبل عامل حول سيرة العالم المقدّس "السيد هاشم عباس الكبير"، وذلك في حسينية بلدة دير سريان الجنوبية بحضور عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن بغدادي، رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين إلى جانب عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات والمدعويين.
من ناحيته أشار رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين خلال مداخلته إلى أن العلماء ورغم تواضع الامكانات في ذاك الوقت، ساهموا في بناء وتحصين ثقافة المجتمع العاملي، وكرّسوا الثقافة العاملية، وحفظوا التراث العاملي بوجه أمواج التأثير الوافدة من الشرق والغرب، وحملوا هموم وقضايا المجتمع، وأسهموا في رفع مستواه الثقافي والعلمي والمعرفي والأخلاقي، ودافعوا عن كيانه، وحرسوا مصالحه السياسية والاقتصادية في ظل الأوضاع المتأزمة والمحن والفتن محلياً وإقليمياً ودولياً، مضيفاً لقد حفظ لنا علماؤنا أثمن وأغلى شيء ننعم به اليوم، وهو الأصالة والهوية الوطنية والعروبية والقيم الدينية والأخلاقية والثقافية التي جعلت من جبل عامل قلعة شامخة رغم المحن والصعاب الجسام التي عصفت وتعصف به من الشمال والجنوب، فهذا الجبل مجبول بعرق العلماء ومدادهم وسهرهم وتضحياتهم وأخبارهم وذاكرتهم.
بدوره سماحة السيد محسن هاشم (من سلالة السيد هاشم عباس) أشار خلال مداختله إلى أن العالم لم يكن مجرد ناقل أو راوٍ أو حافظ لمعلومات أو مصطلحات فحسب، بل كان صدى لعالم الغيب وصوتاً مدوياً في وجه الثقافات المنحرفة، وكان مربياً وموجهاً، اجتمع فيه تمام معنى الأبوة والكفالة لأيتام آل محمد (ع)، فعندما نستعرض سيرة هؤلاء العلماء وعباداتهم وسلوكهم، يملأنا الخجل من أنفسنا أمام عظمتهم ومقامهم الشامخ، "فالسيد هاشم" كان عالماً عاملاً فاضلاً كاملاً صوّاماً قوّاماً زاهداً عابداً متهجداً، ومن حفظة القرآن العظيم وقرّائه الممتازين، وكان حسن الصوت وكريم الأخلاق وسخي الكفّ ومستجاب الدعوة، يستسقي الغمام بوجهه، ويستدفع البلاء بدعائه، فصفات القداسة والعبادة والإخلاص لله سبحانه وتعالى التي كان يتمتّع بها العلماء، جعلتهم الملاذ الآمن للناس عند بلاءاتهم ومشاكلهم ومصائبهم، حيث كانوا منطلق الاصلاح، وباعث التآلف والوفاق بين أبناء المجتمع.
كلمة رئيس اتحاد بلديات جبل عامل الحاج علي الزين في الندوة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد (ص)
السادة والعلماء الأفاضل
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود توجيه الشكر لكل من ساهم في تنظيم هذه الندوة ، التي هي انشاء الله من نماذج جهاد الثقافة والكلمة التي تخاض في احدى النقاط المتقدمة والمحاور المهمة لتحصين جبهتنا الثقافية وانعاش ذاكرتنا التاريخية بسير علمائنا الأعلام.
وأود أن أشيد بصورة خاصة وبكل قوة وتقدير بالنشاط الدؤوب الذي يقوم به مسؤول ملف احياء تراث جبل عامل سماحة العلامة الشيخ حسن بغدادي، ونُثنّي على تحركاته المخططة والممنهجة لإعادة زرع الثقة بانفسنا وتقديم ثقافتنا وهويتنا الأصلية عن طريق احياء تراث علمائنا في إطار استراتيجية ثقافية لمواجهة الغزو الثقافي الأجنبي والحرب الناعمة.
اليوم تشكل جبهة الحرب الناعمة والمقصود التصدي للحرب الثقافية والسياسية التي تخاض ضذنا قضية اساسية وأولوية وفق تشخيص الامام القائد
الخامنئي أعزه الله الذي نوّه اليها في أكثر من 25 خطبة، ونوه اليها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله في أكثر من 10 خطابات، ونوه اليها أيضاً سماحة رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين في أكثر من 7 خطابات.
ومن هنا يأتي اهمية العمل على إبراز وتسليط الضوء على الذاكرة العلمائية والدور الثقافي للعلماء في إطار برامج تحصين المجتمع العاملي واللبناني عامة، الذي بات اليوم محط تأثير إشعاعي ثقافي وسياسي وجهادي لكامل المنطقة العربية والإسلامية .
في كلمتي سأتطرق إلى ما لم يعالجه الأخوة المنتدون من سيرة وحياة العالم السيد عباس هاشم " الكبير" احتراماً وتقديرا للمنزلة العلمية وللصفة التخصصية التي يشغلها الأخوة ساركز على دور العلماء ومنهم العلامة المكرم السيد هاشم عباس بوصفهم حصون وقلاع ثقافية وفكرية لجبل عامل .
شهد العام 1840 وهي الفترة التي ولد ونشأ فيها العلامة السيد هاشم عباس قيام الدول الاستعمارية الأجنبية بإنشاء مدارس خاصة في بلادنا مستنسخة عن إرسالياتها التبشيرية ، كذلك قام العثمانيون بإصدار قانون المعارف العمومية عام 1869م الذي فرض نشر التعليم العثماني في المدارس الابتدائية الرسمية. وبدأت أنذاك فترة محمومة من الصراع الثقافي، ونوع من الغزو الثقافي لمناطقنا
من هنا وجد أعيان وعلماء جبل عامل ضرورة لرسم استراتيجية مضادة لمقاومة هذا الغزو الثقافي والتعليمي، وبدأوا بالتصدي لهذا الغزو من خلال ارسال الطلاب النجباء الى النجف الأشرف لتخريج علماء دين للمساهمة في نشر العلم والمعرفة والوعي والأخلاق.
ورغم تواضع الامكانات ساهم العلماء امثال السيد هاشم عباس الكبير في بناء وتحصين ثقافة المجتمع العاملي، وتكريس الثقافة العاملية وحفظ التراث العاملي بوجه أمواج التأثير الوافدة من الشرق والغرب .
فكان أن حمل العلماء هموم وقضايا المجتمع وأسهموا في رفع مستواه الثقافي والعلمي المعرفي والأخلاقي، ودافعوا عن كيانه وحرسوا مصالحه السياسية والإقتصادية في ظل الأوضاع المتأزمة والمحن والفتن محليا واقليميا ودوليا.
لقد حفظ لنا علمائنا أثمن وأغلى شيء ننعم به اليوم وهو الأصالة والهوية الوطنية والعروبية والقيم الدينية والأخلاقية والثقافية، التي جعلت من جبل عامل قلعة شامخة رغم المحن والصعاب الجسام التي عصفت وتعصف به من الشمال والجنوب، فهذا الجبل مجبول بعرق العلماء ومدادهم وسهرهم وتضحياتهم وأخبارهم وذاكرتهم.
قصارى القول :
ما أشبه الأمس باليوم، وكأن التاريخ يعيد تكرار نفسه، فها هي الأحلام العثمانية تنبعث من جديد، وها هي الدول الغربية تتدخل في كل شؤون بلدنا ومنطقتنا في محاولة لصياغة حاضرنا ومستقبلنا.
ان الدرس الذي نستفيده من هذه الكلمة الموجزة والعاجلة، أن العلماء يشكلون محور الحراك الثقافي والاجتماعي، والسياسي، فهم أيقونات ذاكراتنا ومصابيح هويتنا التاريخية.
اليوم لو فتشنا عن سر قوة المقاومة لوجدناها في جذور ذاكرة علمائنا، وقد ثبت ان للعلماء الدور الاكبر في تخريج اجيال القادة والشهداء والمجاهدين.
ولهذا،لا بد من تعزيز هذه الأنشطة ونشرها بالطرق الحديثة والتقليدية في عموم قرى وبلدات جبل عامل ولبنان، وتحويلها الى مؤسسات وبرامج فعالة ثقافياً .
وأخيرا أشكر لكم حسن استماعكم واهتمامكم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
..
القسم : ثقافية - الزيارات : 3613 - التاريخ : 14/12/2015 - الكاتب : مدير الموقع