عديسة هي من أكثر القرى الجنوبية التصاقاً بالحدود من جهتها الشرقية. هي جارة فلسطين المحتلة وأختها في حزنها وسرورها. بلدة عاملية مميّزة بموقعها، تحرسها ثلاث تلال خضراء ويسقي نبعها المتدفّق منذ عشرات السنين، قلوب العطاشى.
تستيقظ عديسة على نسمات جبل الشيخ، تأتيها من الشرق، وتغفو على حمرة الشفق الغربي؛ وبين اليقظة والإغفاء تحيا عديسة على عبق عطر السنديان وأريج شقائق النعمان المنتشر حولها.
تحدّها كفركلا من الشمال والطيبة وربّ ثلاثين من الغرب، فيما تمتدّ حدودها الجنوبية الى مركبا وهونين (وهي داخل الاراضي المحتلة). أما في أصل التسمية فقد تعدّدت الروايات، البعض ينسبها الى انتشار العدس البري فيها والبعض الآخر يقول انها تصغير عدسة وهي ايضا مشتقّة من العدس، أو ربّما "العدأة (من "العِدّ" المياه الجارية من دون توقف) من مياه الينابيع المتفجّرة. وتتحدث مصادر تاريخية عن أن الأهالي كانوا يعيشون سابقاً في "خربة العدسة" وهي الهضبة الشمالية من البلدة الحالية، لكنّها اندثرت منذ قرون وغادرها القاطنون فيها. وللعدأة جاذبية الباحث عن الحياة قرب المياه فقد استقرّت في محيطها عائلات البلدة.
تبلغ مساحة البلدة ما يزيد على سبعة كيلومترات مربعة، وترتفع عن سطح البحر 750 متراً فيما تبعد عن بيروت 95 كيلومتراً، وعن مركز القضاء 14 كيلومتراً.
يزيد عدد سكان عديسة على 7200 نسمة، يبلغ عدد عائلاتها 62 عائلة. لكن نسبة المقيمين فيها لا تتعدّى الثلاثين بالمئة شتاء، وترتفع صيفا الى نحو سبعين بالمئة، ولكن برغم ذلك، فإن أبرز مقوّمات الحياة والصمود فيها شبه معدومة.
لم تعد عديسة تُصنّف زراعية كباقي القرى المجاورة، إذ تراجعت نسبة الزراعة بشكل كبير لحساب المهن الحرّة المحدودة كالمحال التجارية ومراكز تصليح السيارات التي يفوق عددها العشرة، وقد شكّل موقع البلدة الوسط، عاملاً ايجابياً لهذا القطاع.
تاريخيا، تحكي الروايات الشعبية قصصاً في جهاد أبناء عديسة ضد الاستعمار، تبدأ من أيام الاحتلال الفرنسي للبنان؛ وبرز من أبنائها كلّ من طعّان خليل وأخويه رشيد وحسن، وسلمان طباجة ومحمود سليمان وهم كغيرهم من الثوّار الذين حكم عليهم بالإعدام والنفي والسجن، وطعان خليل كان من الذين أُرسلوا لمبايعة الملك فيصل وفق ما جرى في اجتماع "وادي الحجير"، ويُقال ان الملك المذكور مرّ في البلدة بحكم موقعها، حتى أنّها كانت آخر محطّة يقيم فيها. أما الثائر صادق حمزة فتقول المصادر التاريخية أنّه دخل عديسة ورفع عليها العلم العربي كتعبير عن تطهير البلدة وجعلها تحت لواء السلطة العربية الشرعية.
تدفع عديسة ثمن موقعها الملاصق للحدود لا سيما عند الخط الأزرق، فتدور من حين لآخر مناوشات بين الجيش اللبناني والعدو الاسرائيلي، كان آخرها في 3 آب 2010 على خلفية شجرة، أُطلق عليها أزمة "شجرة عديسة" التي تسبّبت بوقوع ثلاثة شهداء، شهيدين من الجيش اللبناني هما: الرقيب الشهيد روبير الياس العشي من درب السيم (صيدا) والرقيب الشهيد عبد الله محمد الطفيلي من دير الزهراني (النبطية)، والصحافي عساف أبو رحال من الكفير (حاصبيا)، قرب حاجز الجيش عند مدخل البلدة.
لمعت في عديسة أسماء عدّة مثل السفير حسين برّو(الامارات) والسفير حسن رمّال (كوريا) والدكتور أحمد بعلبكي والمطربة سميّة بعلبكي والرسام الشاعر عبد الحميد بعلبكي وغيرهم. فيها آثار مختلفة منها عين الماء التي يتجاوز عمرها القرنين والتي جرى ترميمها وتجميلها، اضافة الى مغاور صخرية ودارة آل الأسعد التي تعود إلى العام 1880، ويُقال أنّها بُنيت على أنقاض كنيسة قديمة. تمّ ترميم الدار عام 1930، لكنّها مهجورة حاليا وشبه مدمّر نتيجة عدوان تمّوز 2006.
ساهم "البنك الدولي" في تأهيل مدخل البلدة لجهة كفركلا، وقامت "الهيئة الايرانية لاعادة إعمار الجنوب" بتأهيل الطريق الحدودية رصيفاً وانارة، بدءاً من كفركلا، مروراً بعديسة، وصولا حتى الناقورة.
البلدية
تأسّس المجلس البلدي في عديسة عام 2001، وتمّ انتخاب المحامي أسامة رمّال رئيسا له حتى العام 2004، حين أُعيد انتخابه مجدّداً حتى العام 2010. وخلال الاستحقاق البلدي الأخير شهدت عديسة تجاذبات داخلية نتيجة اعتراض بعض الأهالي على لائحة تحالف حزب الله، حركة أمل، ولكن في النهاية وبعد مفاوضات ومباحثات توافق الجميع على لائحة التحالف التي فازت بالتزكية برئاسة علي رمّال وهو من مواليد العام 1969.
القسم : بلدية عديسة - الزيارات : 5264 - التاريخ : 28/8/2011 - الكاتب :
يوسف
انها عائلتى الكريمة التى افتخر باننى شخص من افرادها12/4/2013
يوسف