برعاية نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى سماحة آية الله الشيخ عبد الامير قبلان ممثلا بالمفتي الجعفري الممتاز الشيح احمد قبلان، نظمت جمعية الإمام الصادق لاحياء التراث العلمائي وبالتعاون مع اتحاد بلديات جبل عامل، حفلاً تكريماً للعالم الرباني الشيخ موسى آل قبلان تكريما للعطاءات العلمية والجهود المضنية في مجمع العلامة الشيخ محمد علي قبلان في ميس الجبل في حضور عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض، عضو هيئة الرئاسة في حركة امل رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، رئيس المكتب السياسي في حركة امل جميل حايك، مدير عام وزارة د.الاعلام حسان فلحة، رئيس اتحاد بلديات جبل عامل الحاج علي الزين، رئيس بلدية ميس الجبل مرتضى قبلان، مسؤول حركة امل في ميس الجبل عباس زهر الدين ومسؤول حزب الله في البلدة ياسر عمار، عدد من رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها وحشد من الشخصيات الدينية والاجتماعية والثقافية والتربوية.
بعد آيات من القرآن الكريم للاخ حسين حمدان قدم عريف الحفل فوزي حمدان رئيس اتحاد بلديات جبل عامل كلمة في المناسبة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السادةْ العلماءُ الأفاضل ،
سعادة النائب الدكتور علي فياض المحترم.
سعادة مدير عام مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان.
سماحة ممتل أية الله الشيخ عبد الامير قبلان راعي الحفل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان .
سماحة العلامة المجاهد الشيخ حسن بغدادي عضو المجلس المركزي في حزب الله.
رؤساء واعضاء المجالس البلدية والاختيارية.
الأخوةُ ( والأخواتُ ) المحترمونَ المشاركونَ في المهرجان ،
السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،
بين15 شعبان وبداية شهر رمضان ايام قلائل مليئة بالمعاني النورانية والروحانية. والتي تتجلى ابهى صورها في علمائنا الافاضل.
كَم يُشَرِّفُني ان أرحبَ بإسمي وبإسمِ إتحادِ بلدياتِ جبلِ عامل بجميع حضور فعاليات تكريم وتخليد ذكرى العلامة الراحل العلامة الشيخ موسى قبلان، في احياء لعبادة الإلهية ربانية، لأن محبة العلماء دين يدان به، وعبادة تقرب الى الله، ، ونحن نقرأ عندنا في الحديث الشريف " ان النظر الى وجه العالم عبادة " ..... كما ان احياء تراث العلماء عبادة بكل ما للعبادة من معنى، فالعلماء احياء حاضرون على نحو الحقيقة وليس على نحو المجاز.....وقد جاء في خطبة لأمير المؤمنين علي (ع) لصاحبه كميل بن زياد النخعي، يا كميل " القلوب أوعيةّ خيرها اوعاها، احفظ عني ما أقول، الناس ثلاثة، فعالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع يميلون مع كل ريح، لم يستضيؤا بنور العلم، ولم يلجؤا الى ركن وثيق، العلم خير من المال، العلم يحرسك وانت تحرس المال، العلم يزكو على العمل والمال ينقصه النفقة، ومحبة العالم دين يدان به، يُكسبه الطاعة في حياته وجميل الاحدوثة بعد وفاته، العلم حاكم والمال محكوم عليه، وصنعة الاموال تزول بزواله، مات خُزان الاموال وهم احياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، اعيانهم مفقودة، وامثالهم في القلوب موجودة " سلام الله عليك يا أمير المؤمنين (ع).
اذا نحن في محضر عالم حي بوصف من أمير المؤمنين (ع) ولسنا امام شخص من الاموات، فالعالم لا يموت، ونحن اذا ما قصرنا في حق العلماء نكون والعياذ بالله من الاموات، من اموات الاحياء كما وصفهم أمير المؤمنين (ع) .
وقد كان العلامة المرحوم الشيخ موسى قبلان طاب ثراه عالما جليلاً خدوما ً ذكره اية الله السيد محسن الأمين العاملي قدس الله نفسه في كتاب اعيان الشيعة يقول: ومن الحوادت الواقعة ايام النجف انتشار الحمى حتى بلغت الوفيات بها الى الاربعين,ومرض بها جماعة من العامليين,ومنهم من مات,ومنهم من سلم,وكان بعضهم لا اهل لهم ولا عيال ولا احد يعينهم,فاستعنت بالشيخ موسى قبلان لطواف عليهم لمدواتهم,فأجاب مسرعا,وكان اذا توفى احد العامليين تولينا انا والشيخ موسى تجهيزه وتشيعه وتكفينه الى مقره الأخير" هذه القصة واحدة من القصص التي تكشف عن بعض من سيرة العلامة المغفور له الشيخ موسى قبلان.
وللعلامة الشيخ المرحوم موسى قبلان في بلدته الشامخة ميس الجبل منارة جبل عامل وقلعته الحصينة صولات وجولات، من بناء المساجد الى تأسيس الحوزات الى تعليم الطلاب ورعاية المساكين والفقراء، والمساهمة في الحراك الاجتماعي والسياسي والخيري لجبل عامل، ويكفي المرحوم فخرا وعملاً صالحاً انه اورث علمه وعمله الى نجله العلامة الشيخ محمد علي رحمه الله، ومن بعده الى علامتنا الكبير الشيخ عبد الامير قبلان ونجله البار الشيخ احمد قبلان (المفتي الجعفر الممتاز)، عائلة تتدرج في مدارج العلم والعلماء والعمل الصالح هي عائلة باقية ومحفوظة بعين الله بقبس من نور العلم والاخلاق والعمل الخيري.
واخيراً ، اجد ان مثلي أعجز من ان يتكلم كثيراً بحضرة العلماء الاعلام، والاساتذة الكرام، وأشكر تلبيتكم دعوتنا، واتركُ لأساتذتنا وعلمائِنا وضيوفِنا الأجلاءِ مِنبَرَ الكلاِم / فنحنُ نأخُذ عنُهم دِائماً / ومنُهم نستفيد / وأجدِّدُ الشكرَ والترحيبَ بضيوفِنا الكرام / وآخِرُ دَعوانا أن الحمدُ لله ربِ العالمين.
القى بعده الشيخ بغدادي كلمة بأسم الجهة المنظمة اعتبر فيها ان جبل عامل مر بمراحل خمس كانت استثنائية واساسية، وبرز في كل مرحلة قائد استثنائي لها، فكانت المرحلة الاولى مرحلة الشهيد الاول باعث النهضة والوحدة بين المسليمين، والمرحلة الثانية هي مرحلة المحقق الميسي والشهيد الثاني، والمرحلة الثالثة هي مرحلة ما بعد نكبة الجزار والتي برز فيها القدس الشيخ حسن القبيسي كمؤسس اول حوزة علمية بعد النكبة، والمرحلة الرابعة هي مرحلة الشيخ موسى قبلان والسيد عبد الحسين شرف الدين والشيخ حسن فقيه والسيد محسن الامين، حيث أسست هذه المرحلة التي واجهت تداعيات نهاية الحكم العثماني وقيام الاحتلال الفرنسي في مؤتمر وادي الحجير عام 1920، ليتم في المرحلة الخامسة الإمام السيد موسى الصدر كقائد للمرحلة الخامسة لمواجهة أعتى الاحتلالات "الاحتلال الاسرائيلي".
من جهته قال رئيس مجلس الجنوب: "نكرم اليوم عالما كبيرا من علماء جبل عامل، نحن اليوم في مناسبة تاريخية والكل يعرف شخصيته واوصافه، لكن اهمية الحدث انه يجب علينا ان نربط الماضي بالحاضر وان نسقط التاريخ على الواقع كي نرى كيف كنا واين اصبحنا، وما هي العلاقة بين تاريخنا وحاضرنا، بين كبارنا وبين واقعنا اليوم، لكي نحدد مناقب خمس اتسم بها ذلك العالم والمرحلة التاريخية تلك، الموقف الاول انه كان من انصار القضية الفلسطينة وكان محبا لفلسطين وكان دائم التواصل مع شعب فلسطين، والموقف الثاني كان محاربا ومعاديا للانتداب الفرنسي والموقف الثالث كان رافضا لانشاء الحرس الوطني في ذلك الوقت لكي يكون حاميا لمصالح الانتداب والزعامات السياسية في تلك الوقت، والموقف الرابع كان من دعاة الوحدة الوطنية عندما دعا إلى التعاطي باخوة ومحبة مع النصارى، وقال حافظوا عليهم ومع ذلك كله كان الشيخ موسى من انصار المقاومة.
النائب علي فياض قال في المرحلة الراهنة تتعاظم الحاجة إلى حماية الاستقرار السياسي والبحث في مستقبل النظام السياسي المغرق في طائفيته وإعادة بناء دولة المؤسسات والقانون. ان احد وجوه انقسامنا مع 14 أذار في هذه المرحلة هو أننا نريد تفعيل دور الدولة وصون الاستقرار في حين انهم يسعون إلى دولة مهترئة وفوضى سياسية وتسيب واضطراب أمن
وختم فياض بالتأكيد على أن خيارتنا النهائية هي المقاومة لحماية الكيان اللبناني والدولة العادلة القادرة التي تؤمن مصالح المواطنيين ومجتمع متنوع يقوم على التعايش والتسامح والتفاعل الوطني والانساني.
وتحدث راعي الاحتفال المفتي قبلان ومما قال: لأن الشيخ موسى تدين طريق الرب،فقد آثر أن يبني أسس بيته على هدى هذا الدين ،وها أهل هذا البيت، عالما" بعد عالم، يفاخرون الدنيا، بنعمة آل محمد،ولن يكونوا الا حيث الحسين(عليه السلام)،ولن يدعموا نمطا" الا وفيه الحسين(عليه السلام)، ولأن جدهم كان من عمدة مجاهدي (وادي الحجير)،فانهم اليوم وبالامس، حيث الامام الصدر وسيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي، والرئيس نبيه بري والسيد حسن نصر الله يحيطون(حركة امل وحزب الله)بكرائم عيونهم،ومطاوي قلوبهم، ليؤكدوا أنهم ليسوا من داعمي المقاومة فحسب،بل عينها ولسانها ومادة روحها،وخدمة مجاهديها.وكفاهم فخرا"،أن ينادى بهم يوم القيامة أنهم كانوا حيث كان الحسين والشهداء ،والايتام والدموع والفقراء،وفي البيت الذي يحفظ فيه(طرفا الضمانة):ضمانة الجنوب ولبنان والمقاومة:حركة أمل وحزب الله.
ولأن اليوم كالأمس نزفا"،وانقساما"،وأحلافا"،وأعراب..وسط اندفاعة أطلسية لا حد لها،تتستر العثمانية مرة،والعربية أخرى ..والقدس على أتراحها وجعا" وأسرا" وخراب .!! دون أن ترى مشيخات الحرية العربية عداوة الا في الخط الممتد من طهران، بغداد، دمشق وبيروت، كل ذلك وسط ازدحام الامم وقلة الخيارات ،ما يعني أننا أمام ضغط حرب افتراضية اقليمية دولية،نواتها دمشق، وضمن مخاض يبدو أن العربي والتركي فيه مجرد لاعب كومبارس، لا يجيد الا الصراخ والوقود والتمويل.!!! فيما نار الشام تكاد تلتهم كل توازنات الضابط الكلاسيكي، وتأخذ المنطقة الى انفجار ان هو حصل، تشظت منه آسيا وأوروبا بما لا سابق له منذ زمن فيينا- فرساي..
ولان لبنان في عين القوص والديمغرافية تحولت إلى متاريس، والاموال الخليجية تكاد تستوطن الطرقات، والوجوه الناعمة تختبر سمها الزعاف، وناعقة الاستراتيجيات لا هم لها إلا المقاومة ودور لبنان في التوازنات الصعبة، فإننا نستغيث شرفالله وقلادة الميثاق في اهل الاسلام، ان يعوا ان سكة المنطقة على حافة الهواية، ودونها ما دونها من قتل وموت. وتحت هذا العنوان من الاهوال المصطفة، فإننا سنقف بكل ما اوتينا من قوة واعتقاد للذود عما نؤمن به لهذا الوطن العزيز، الذي يترنح من طعنات المرتزقة، واللحى العربية، والمشاريع الغربية والميركافات الاعلامية، والاجندات التي تنتظر دورها لتقتات من دموع واشلاء هذا البلد، رغبة منها بتأسيس اوسطية جديدة لا تعرف شيئا عن القدس وفلسطين، بل لا هم لها إلا وحشية الحفاظ على عرشها، عبر كم الافواه، والاستئثار المطلق بالسلطة والثروات وشطب الحقوق، وشن إبادة أمنية لا تعرف إلا الدم والسجون والقمع والمذابح، وسط صمت قاتل لقنوات الديمقراطية الاميركية التي تتستر عدسة الديناسورات العربية، في عالم تحول إلى ذئاب هائجة تعتاش على الدماء والدموع والاشلاء... وقد قيل ": من كرم عالما، فقد احيا عالماً". وعن أثر قيادة العلماء في السنن والمحن، قيل: "لا تمتحن صابرا، فإن الصبر مقتلة الغزاة ..."
وختاما سلم جميل حايك وقبلان قبلان دروعا تقديرية لكل من راعي الاحتفال الشيخ احمد قبلان الشيخ حسن بغدادي والنائب فياض ورئيس اتحاد بلديات جبل عامل..
القسم : إجتماعية - الزيارات : 4719 - التاريخ : 17/7/2012 - الكاتب : مدير الموقع
علي من العراق
رحم الله العلماء الشهداء منهم والراحلين وقدس الله اسرارهم ورحم الله شهداء المقاومه10/2/2015
علي من العراق