من يقاضي إسرائيل ويجعلها تدفع ثمن جرائمها ضد الإنسان اللبناني ؟ اين المحكمة الدولية من إطلاق أكثر من 4,5 ملايين قنبلة عنقودية على لبنان ؟ في 14 آب 2006 توقفت الاعمال العدائية العسكرية الاسرائيلية ضد لبنان. لكن ما خلفته وحشية جيشها وما زرعته أيدي جنودها الملطخة بالدماء وما اطلقته مدفعيتها أكبر من ان ينتهي واقسى من ان تتجاوزه القيم الإنسانية. والكارثة التي زرعها، من خلال القنابل التي انتشرت في كل مكان في القرى والمدن والبلدات، بين البيوت والمحال، على الطرقات والشوارع، وفي البساتين والحقول لا سيما في الجنوب، تبدو اخطر من ان يتحملها اي بلد واي شعب او ان يقبلها اي ضمير انساني او يرعاها اي قانون دولي. نعم إنها أداة لزارعةً الرعب والموت اليومي بين الناس، إذ معظم الضحايا من الاطفال والمزارعين والصيادين والرعاة الذين يتجولون في الاراضي، حيث توجد، ويجهلون طبيعتها فالواقع اللبناني الذي لحق بعدوان تموز أوردته الأمم المتّحدة والجيش اللبناني في آخر تقاريرها إذ أعلنت ان الصهاينة استهدفوا لبنان بما لا يقل عن 4 ملايين قنبلة عنقوديّة خلال الأيام الأخيرة من العدوان، يضاف إليها مئات الألاف من الألغام والقذائف الإسرائيليّة غير المنفجرة التي تركها الإحتلال بعد انسحابه من لبنان في العام 2000 في الجنوب والبقاع الغربي. كما لفتت الإحصاءات إلى أنّ القصف العشوائي أدّى إلى تلوّث أكثر من 965 موقعاً جغرافياً، أي ما يعادل 38.819.694 متر مربّع من أراضي في ما لا يقل عن 155 قرية في الجنوب والبقاع الغربي. كما ويشير تقرير «هيومن رايتس ووتش» أن الجيش الإسرائيلي استخدم أكبر عدد من القنابل العنقودية التي استعملت على وجه الأرض منذ حرب الخليج في عام 1991، وتخطّى مجموعها ما استخدم في كوسوفو عام 1999، وأفغانستان بين عامي 2001 و2002، والعراق عام 2003.
هول الجريمة يبدو واضحاً، يعززه رفض العدو الصهيوني وتجاهل المطالبات بالمعلومات والبيانات التي قد تساعد في عملية إزالة هذه القنابل الغير منفجرة والتي تهدد بقتل وتشويه المدنيين وتدمير سبل العيش في الأرياف. وفي هذا الإطار، قالت داليا فران، الناطقة باسم مركز الأمم المتحدة لتنسيق العمل ضد الألغام بجنوب لبنان، أن "كل الأنظمة الخاصة بهذه الأسلحة هي أنظمة تتحكم فيها برامج كمبيوتر ويتم تسجيل إحداثياتها قبل إلقائها. إن عدم حصولنا على هذه البيانات من إسرائيل يمثل أهم المشاكل التي نواجهها والتي تعيق قدرتنا على إزالتها".
وانطلاقاً من هذه الحقائق فإنه لا بد من مواجهتها عبر التوعية بأشكالها ومخاطرها ، و التنبيه بأماكن تواجدها .
وفي اطار حرص الاتحاد على سلامة الاهالي قام في عام(2009 -2010) بوضع اشارات تحذيرية من الألغام التي زرعتها ايدي الحقد والغدر الاسرائيلي في وادي الحجير – السلوقي وقد تولت تنفيذ هذا المشروع مؤسسة ميشال حداد وبلغت كلفته22.000.000 من النفقة الخاصة للاتحاد .
كما ونظم الاتحاد في نفس العام وبالتعاون مع بلديات جبل عامل ندوات عديدة استهدفت جميع طلاب قرى الاتحاد حيث تم توزيع قرطاسية وبريشورات تتضمن التوعية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية وتعريفهم على اشكالها و انواعها حتى لا يقعوا ضحية الغدر الصهيوني .وقد كلف هذا المشروع الاتحاد .000.000 16 ل.ل.
القسم : إجتماعية - الزيارات : 2229 - التاريخ : 1/8/2011 - الكاتب :