وادي الحجير هو أحد الأودية الوعرة في جبل عامل (جنوب لبنان) يقع بين أقـضية مرجعيون وبنت جبيل والنبطية. يمتد من مجرى نهر الليطاني في قعقعية الجسر أسفل مدينة النبطية حتى بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل وتجاوره عدة قرى منها قرى القنطرة وعلمان والغندورية ومجدل سلم وقبريخا وتولين والطيبة. والوادي ملاصق للحدود اللبنانية - الفلسطينية. وهو ذو طبيعة خضراء رائعة بالإضافة لوجود نبع الحجير والمطاحن الثماني القديمة المشيدة فوق مياه النبع. ورغم تدمير المطاحن والقضاء على أشجار الزيتون المعمّرة خلال حرب تموز 2006، ما زال يعتبر متنزه يقصده الأهالي.
في العام 2012 أعلنت منطقة وادي الحجير (قضاء مرجعيون) محمية طبيعية في الأملاك العامة والمشاعات.والجدير ذكره أن وادي الحجير من المواقع المحمية بموجب قرارات وزارة الزراعة قبل القانون الصادر العام 1996 حول المناطق الحرجية. فقد أعلنت في العام 1992 خربة سلم، الزيداني ووادي الحجير (قضاء بنت جبيل) منطقة طبيعية محمية في الأملاك العامة والمشاعات.
ميزات الوادي:
يمتلك وادي الحجير عدة صفات رئيسية جعلته مأهلاً ليكون محور إهتمام على عدة أصعدة:
1- جمالية هذه المنطقة وطبيعتها المليئة بالأشجار المتنوعة التي لم تعبث بها أيدي الانسان بعد، حيث يعتبر الوادي ثروة بيئية لما يحويه من كثافة شجرية وحيوانات برية.
2- الثروة التراثية والسياحية الموجودة فيه. 3- ارتباط الوادي بتاريج جبل عامل وخصوصاً مؤتمر وادي الحجير. 4- مجزرة الدبابات بقوات الاحتلال الصهيوني عام 2006 على يد المقاومة الإسلامية.
نبذة تاريخية عن الوادي:
عقد مؤتمر عام على رأس نبع الحجير في يوم السبت في 24 نيسان 1920 (5 شعبان 1338هـ) للدعوة لمقاومة الاحتلال الفرنسي وذلك بطلب من العلامة المجاهد عبد الحسين شرف الدين عرف بمؤتمر وادي الحجير وحضره وجهاء وثوار جبل عامل وكان من الحضور المناضلان أدهم خنجر وصادق حمزة.
إنعقد المؤتمر في منطقة وادي الحجير في جنوب لبنان وذلك بعيدا عن أعين الاحتلال الفرنسي وكان الهدف منه إطلاق المقاومة ضد الاستعمار وضد تقسيم الوطن العربي ودعما للحكم العربي الوطني.
وقد ألقى شرف الدين خطبة عبارة عن برنامج المقاومة وضوابطه داعيا إلى الوحدة الوطنية واحترام الطوائف.
خيضت في وادي الحجير معارك شرسة أثناء حرب تموز 2006 وكانت حصيلتها تدمير عدد كبير من الدبابات الإسرائيلية فيه وفي طليعتها الدبابات من نوع ميركافا. مما جعل الوادي يشتهر في بعض الأوساط اللبنانية والعـربـيـة بـ «مقبرة الميركافا» وهكذا يكون تاريـخ وادي الحجير حافلا" بالمـعـارك والانتصارات المسجلة ضد العدو الصهيوني.