اتحاد بلديات جبل عامل يكرم مؤسسات الصدر في بلدة الطيبة
أقام اتحاد بلديات جبل عامل حفلاً تكريماً لمركز دير سريان- الطيبة للرعاية الصحية الأولية التابع لمؤسسات الإمام الصدر في قاعة شهداء بلدة الطيبة الجنوبية، وذلك لحيازته درجة متقدم في برنامج الاعتماد الكندي لإدارة معايير الجودة الصحية، بحضور عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، رئيس الاتحاد علي الزين، السيدة رباب الصدر، المدير العام لمؤسسات الإمام الصدر نجاد شرف الدين إلى جانب رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات ومدعويين.
وقد ألقى رئيس الاتحاد علي الزين كلمة أبرز ما جاء فيها:
السادة فعاليات ووجهاء وأعيان جبل عامل.
السادة مدراء وموظفي وأطباء وممرضي مركز الرعاية الصحية في ديرسريان الطيبة.
الإخوة والأخوات الكرام, الحضور الكريم.
يشرفني أن أتكلم في حضرتكم جميعا بكلمة قصيرة موجزة.
في البداية يسعدني أن أرحب باشد الترحيب، وأعبر للقائمين على مؤسسات الإمام الصدر عن ارقي المشاعر والإجلال والتقدير لحصول مركزها الصحي ديرسريان- الطيبة على شهادة الجودة من مؤسسة دولية محترمة ذات مصداقية على درجة أحد اول وافضل مؤسسات صحية في تقديم الخدمة للأنسان.
ان شعار " حق الصحة للجميع" الذي ترفعه مؤسسات الامام الصدر ، جدير بالتقدير من الجميع، ويقتضي من الجميع التعاون على تطوير وتوسيع برامج المركز وتحسين خدمته واضافة خدمات رعائية جديدة، في مختلف الجوانب التي تميز شخصية الانسان وتطور حاجاته المعاصرة.في سبيل المزيد من التقدم نحو خدمة الانسان.
ومن يطلع على استراتيجية المركز يدرك بقوة ان هناك مؤسسة عظيمة مقتدرة لديها قدرة على وضع الرؤية والتخطيط للجودة والتنفيذ السليم والشفاف والادارة الصحيحة للموارد البشرية والمادية ، وهذا بلا شك قبس من نور الامام المغيب السيد موسى الصدر أعاده الله.
وأحب عندما يذكر اسم الامام المغيب السيد موسى الصدر أعاده الله أن اقف وقفة تأملية لأقتبس من فكره شعلة تضئ لنا الطريق، وتنفعنا جميعا نحن الذي نفتدي بسيرة وفكر هذا الامام.
في الحقيقة يقف الانسان حائرا وهو يبحث في فكر الامام الصدر الانساني في قدرته الابداعية على الجمع بين الأصالة الدينية والاخلاقية والعقل الانساني والمؤسساتي المعاصر.
تكمن الحيرة في قدرة كلماته وخطاباته على الامتداد مع مرور الزمن والانسجام والتكيف مع الواقع رغم أنها تعود الى أربعة عقود تقريبا، وهنا يكمن سر الامامة الفكرية والاجتماعية التي حملها بكل مسؤولية،ولمثله يليق لقب الامام فهو جدير به.
لقد القى الامام الصدر خطبة في كنيسة الكبوشية في سبعينيات القرن الماضي تحت عنوان" حفاظا على الانسان".روى فيها حديثا قدسيا لحوار جرى بينه وبين أحد الانبياء(ع) وبين الله يسال فيه النبي اين اجدك ياربي، فقال( أنا عند المنكسرة قلوبهم، أنا كنت عند المريض عندما عدته، وعند الفقير عندما ساعدته، ومع المحتاج عندما سعيت لقضاء حاجته.
وتابع الإمام قائلاً( الان نعود الى الطريق نعود الى الانسان المعذب لكي ننجو من عذاب الله، نلتقي لخدمة الانسان المستضعف المسحوق والممزق لكي نلتقي في كل شي ، ولكي نلتقي في الله فتكون الاديان واحدة , لكلٍ جعلنا منكم شرعة ومنهاجا، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا> ( المائدة 48).. هذا ما قاله القرآن الكريم..).
ويتابع الإمام الصدر حديثه عن التنمية الاجتماعية المتوازنة فيقول :
ان الانسان في حاجاته وكفاءاته وضمن المجتمع الذي يحضنه يجب ان يكون منسجما مع مجتمعه، فكلما نمت الحاجة من حاجاته على حساب الاخرى اصبحت وبالاً، وكلما نمت جماعة أو حاجاتها على حساب جماعات وحاجات أصبحت وبالاً ومصيبة ..
ولبنان بلدنا ، البلد الذي يعتبر انسانه رصيده الاول ولأخير ، انسانه الذي كتب مجد لبنان بجهده وهجرته وتفكيره ومبادرته، انساناُ هذا يجب ان يُحفظ في هذا البلد ، فبُعد الانسان ثروته، ويجب ان يتجه جهدنا في لبنان من المعابد حتى الجامعات والمؤسسات، يتجه نحو صيانته، وصيانته بصيانة انسانه... كل انسانه.
في ضوء كلمات الإمام الصدر العطرة نقول :
ينبغي على الجميع في هذا المجتمع الأهلي والمدني المعطاء والمضحي أن يحافظ على الانسان في صحة جسمه وعقله وصحته نفسه، وقد تصدق الحكمة اليونانية القديمة( العقل السليم في الجسم السليم)، ويرى بعض الحكماء في عصرنا اليوم أنها تصح أيضا على الحالة المعاكسة ( الجسم السليم في العقل السليم) حيث أن الصحية العقلية والروحية تنعكس ايجابا على بنية الجسد وتؤثر فيه من خلال النفس والروح.
ومن هنا نامل ان يتطور عمل المركز وتتطور برامجه لتشمل جميع الابعاد التنموية والصحية للأنسان. لتتكامل كل الابعاد والحاجات في ذات الانسان كما اوصى الامام.
أخيراً، أجدد الشكر والتقدير لمؤسسات الامام الصدر ، ولادارة وموظفي وأطباء وممرضي مركز ديرسريان – الطيبة الصحي على النجاح المشهود والى المزيد من النمو والتقدم في خدمة الانسان في جبل عامل وفي كل لبنان.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدوره تطرق المدير العام لمؤسسات الإمام الصدر نجاد شرف الدين إلى الخدمات الطبية والاجتماعية التي يقدمها المركز لأبناء المنطقة، لافتاً إلى أن المؤسسة هي بصدد القيام بمشاريع اجتماعية تخدم الجميع دون استثناء ومن دون أي تمييز مناطقي أو طائفي أو حزبي.
وفي الختام قدم الاتحاد دروعاً تقديرية للسيدة الصدر وشرف الدين.
القسم : صحية - الزيارات : 2792 - التاريخ : 2/3/2016 - الكاتب : مدير الموقع