احتفال تكريمي لأمهات الشهداء والأسيرات المحررات في قاعة شهداء بلدة الطيبة
بمناسبة عيد الأم، أقامت الهيئات النسائية في حزب الله بالتعاون مع اتحاد بلديات جبل عامل احتفالاً تكريمياً لأمهات شهداء المقاومة الإسلامية وللأسيرات المحررات في قاعة حسينية شهداء بلدة الطيبة الجنوبية، بحضور رئيس الاتحاد الحاج علي الزين، مدير مديرية العمل البلدي في المنطقة الأولى فؤاد حنجول، وعدد من رؤساء البلديات والفعاليات النسائية، وحشد من المكرمات.
وبعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، تم عرض فيلم عن الإنجازات التي تحققت في القرى بالتعاون مع المجتمع المدني والأخوات والأمهات اللواتي كان لهن الجهد في نجاح الأنشطة التي توزعت وتنوعت في قرى الاتحاد.
وألقى رئيس الاتحاد الحاج علي الزين كلمة توجّه فيها إلى أمهات الشهداء بالقول:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلينَ محمدٍ وعلى آلهِ الطيبينَ الطاهرين، وعلى جميعِ الأنبياءِ والمرسلينَ والشهداءِ والصديقين.
السلام على الشهداء المجاهدين الذين روَوا بدمائهم الزكيّة هذه الارض المباركة، وإلى أرواحهم نُهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة.
الأمهات الكريمات، الأسيرات المحررات، الأخوات العاملات، أيها الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يترددُ على مَسامِعنا صدى كلماتٍ قُدسية، وسِرُ قُدسيَتِها أنَها تمزِجُ بين القولِ والفِعل "شهداؤنا عظماؤنا"، تمزِجُ بينَ قولِ عالمٍ ومعلّمٍ كبير، يحوي بينَ جوانحه شهيداً عظيماً، عَرَفَ معنى الشهادةِ، وعظمةَ العطاء، فكانَ يدعو اللهَ دائماً أن يرزُقَهُ الشهادة، فاستجابَ الله دعاءَهُ واختارهُ شهيداً بالطريقةِ التي كان يتمناها. وأتذكرُ في سياقِ ذلكَ عبارة تنسب إلى اَحدِ الحكماء "وراءَ كلِ رجلٍ عظيمٍ امرأة". يعني بذلكَ الأم. فما هوَ سرُّ العظمةِ في ذلك؟
لقد ثَبَتَ علمياً أنَ الجنينَ يسمَعُ وهوَ في بطنِ أمِه، فلو ذهبَت الحاملُ لحضورِ مجلسِ عزاءٍ حسيني مثلا، أو جلست تقرأُ زيارةَ عاشوراء، ناهيكَ عن تَردادِها لأسماءِ أهلِ البيتِ عليهم السلام خلالَ حركتِها اليومية، فكم سيؤثرُ ذلكَ على الجنين؟ وكُلُّنا يعلمُ وصايا أهلِ البيتِ عليهِمُ السلامُ للمرأةِ الحامل، وقد صرخَ احدُ علماءِ الأجنة عندما سمعَ بعضَ ما يسمَعُهُ الجنينُ في رَحِمِ أُمِه، "هكذا يُصنعُ العُظماء". وورد عن أمير المؤمنين عليه السلام، "السعيدُ سعيدٌ في بطنِ أمه، والشقيُ شقيٌّ في بطنِ أمِّه"، وذلكَ لتأثيرِ فترةِ الحملِ على نفسيةِ الجنينِ ووضعهِ الصحيِ والعقائدي.
كما أنَ للتربيةِ فيما بعدَ الولادةِ دورَها الكبيرَ في تكوينِ شخصيةِ الولدِ وتكوينِ مبادئِه، وتهيِئَتِهِ للسيرِ على نهجِ أهلِ البيتِ عليهِمُ السلام، وأيُ أمٍ عندنا لا تنادي عليّاً عندما تنهَض من مجلسِها، تستمدُ منهُ القوة. وأي أمٍّ لم تبكِ لمُصابِ الحسين عليهِ السلام، ولم تواسي الزهراء، مستمدةً من كل تلكَ القِصَصِ، وكلِ ذلكَ التاريخ، القوةَ والصبرَ والعَطاء.
بعدَ هذهِ المقدِمة، أردت أن أقول أنَ مصنعَ الشهداءِ هوَ أنتنَّ أيتها الصابراتُ العظيمات، وأنَ اللهَ اختاركُنَّ لمواساةِ الزهراء في مُصابها، ولمواساةِ زينبَ في صبرها، وللمساهمةِ في الحفاظِ على خطِ أهل البيت، وإكمال ما بدأوه منذُ وفاةِ الرسول، مروراً بكربلاء، كربلاءَ التي مازالت مستمرةً الى يومِنا هذا. وان كانَ اللهُ اختاركُنَّ فمعنى ذلكَ اَنَّهُ اكرَمَكُنَّ على طريِقَتِهِ الخاصة، فإذا كانَ جزاءُ الأمِّ بالمطلقِ على الله لأنَّنا عاجزونَ عن ردِّ جزء من عطائِها، فكيف إذا تُوِّجَ هذا العطاءُ بتقديمِ الشهداء، لتحمِلَ الأمُ وِساماً كبيراً، وسامَ أمِ الشهيد؟.
الأمهات والأخوات الكريمات.
نحن اليوم إذ نلتقي على أعتاب العام الرابع من التعاون المثمر لتنمية وتطوير المنطقة ، وإذ نشكر الله على توفيقه وتسديده ، لا يسعُنا إلا أن نؤكد على فاعلية المشاركة من الجميع في العمل التنموي، ونحن نتوجه بالتحية لكل من يبذل الجهود في سبيل ذلك .
نعم نحن عاجزون عن الجَزاء، وعاجزونَ عن إعطاء الأمهاتِ بعضَ استحقاقِهِن، ولكنَّنا لسنا عاجزينَ على الأقلّ عن تكريمهِنَ بمناسبةِ عيدِ الأم، لذا قررَ الإتحاد تقديمَ خمسِ ليراتٍ ذهبيةٍ للفائزات الأول في القرعة، مع اعترافنا بزُهدِ عَطائِنا أمامَ عطائِها الكبير، ولكننا نأمُلُ قَبولَها على سبيلِ الهدية المتواضِعَة، ولما يمثلُهُ قُبولُ هذهِ الهديةِ من شرفٍ لنا، فنحنُ عندما نُكَرِّمُ أمهاتِ الشهداء ، انما نكرمُ انفُسَنا بانتمائِنا اليهِنَّ، والى المدرسةِ نَفسِها التي تَربَّينَ فيها، ولنا شرفُ الانتماءِ اليها. والسلامُ .....
بدوره مدير مديرية العمل البلدي في المنطقة الأولى فؤاد حنجول ألقى كلمة اعتبر فيها أن المجتمع الذي يوجد فيه أمهات شهداء وأسيرات محررات لا يمكن أن يقاس به كل مجتمعات الدنيا، فالمقاومة هي منظومة متكاملة فيها عناصر عدة أنتجت هذا النصر، وواحدة من وجوه وعناصر القوة في المقاومة هي أمهات الشهداء.
بدورها والدة الشهيد باسل علاء الدين ألقت كلمة قالت فيها إنني أتوجّه بالتحية من القلب إلى كل أم حملت في أحشائها بطلاً، وأبت إلاّ أن تربيه على درب السيدة الزهراء (ع)، وبالتالي لا يحلو عيد الأم إلاّ بوجود أمهات الشهداء، لأنهن علّمن أولادهن بأن النصر لا يأتي بالكلام والشعارات، بل بالدم القاني، فهؤلاء الأمهات هن صاحبات مدرسة في تخريج الأبطال، وهن من ضحين بفلذات أكبادهن لنحيا أعزاء وكرماء في وطننا.
وفي الختام جرى سحب قرعة على ثلاث ليرات ذهبية وزّعت على المكرمات.
القسم : إجتماعية - الزيارات : 3000 - التاريخ : 21/3/2016 - الكاتب : مدير الموقع